ان الادارة الصحيحة تكمن دائما في صحة الخطوات للوصول الى الاهداف المرجوة، و تأخذ في عين الاعتبار الوقت و الكلفة، في حين ان الاقتصاد هو حسن استغلال الموارد مهما كانت للوصول الى الكفاية او الربح او عدم الخسارة.
و من هذه المقاربة العامة، نلاحظ اهمية العقلية الاقتصادية التي يتوجب تواجدها في رجل الاعمال، فدائما ما كان الانسان، و منذ بداية وجوده، تواقا لتحقيق المكاسب، و دائما ما كانت الطريق الى ذلك بحاجة للتنظيم الكامل و عدم التهور، و بالتالي على خطواته ان تكون مدروسة، لاسيما في الجانب المالي، والذي تتطور الى المفهوم الاقتصادي الاوسع، فدراسة الخسائر المؤقتة لتحقيق الربح الكبير، وتوفير الوقت لوقف الهدر، واختيار الاهداف المربحة ماديا وكيفية تصريفها او مبادلتها، لهي خطوات عكست تعاون شخصية رجل الاعمال والفكر الاقتصادي، و تطور ذلك التناغم حتى اصبح يشكل الحجر الاساس في اهداف الدول و المؤسسات العالمية الكبرى، و جعل من البديهيات ان يكون رجل الادارة الاول متمكنا بكافة النواحي الاقتصادية، فالقرارات المصيرية تكمن دائما في شقها الاقتصادي، و الحروب تبدأ بالواقع الاقتصادي، و التطور في كافة المجالات بحاجة الى الكفاية الاقتصادية، و لتحريك كل هذه الامور لا بد من ان تكون الادارة الاقتصادية سليمة و متكاثفة معا.
و كما ان نجاح الادارة مرتبط حتما بنجاح الاقتصاد، فان المحال ايضا هو بنجاح الاقتصاد من دون الادارة الحكيمة، و هذه المعادلة شاملة لكل المشاريع الصغيرة منها و الكبيرة وصولا الى الدول و حتى الاتحادات.
د. خلدون عبد الصمد