Menu

كورونا والأثر الإقتصادي !

شارك الخبر

     من فيروس في مدينة، الى دولة كبرى، الى انتشارا عالميا حاصدا ارواحا فاقت المليون و مصابين تخطوا الملايين، هذا هو فيروس كورونا طبيا، لكنه تمدد ايضا للناحية الاقتصادية في العالم، و اصاب اقتصادات أغنى دول العالم، ناهيك عن باقي المناطق، حيث لم يسلم منه احدا ان كان صحيا او اقتصاديا، و مع بدا الحديث عن العلاج القريب صحيا، الا انه اصاب الاقتصاد العالمي في الصميم، و ما لم نراه اليوم بعد، اقتصاديا، سنراه قريبا من خسائر و تداعيات اقتصادية هائلة، فمع اغلاق بلدانا بكاملها من مدارس و مصانع و تجارة و حدودا بهدف احتواء هذا الفيروس قدر الامكان، تأثرت كافة القطاعات الاقتصادية بهذا الاغلاق، فضرب اسس الاقتصاد العالمي ككل و فتأثرت السياحة و التجارة و الصناعة و الخدمات و فقدت المواد الاولية و غيرها و زادت الاسعار مع تقلبات سعر الصرف و قيمة العملات و الذهب و النفط بشكل عام ، و قد تختلف النتائج على المدى القصير و المدى الطويل، و بين البلدان النامية و البلدان المتماسكة اقتصاديا.

فمن جهة المدى القصير لهذه الجائحة، فسنرى الضرر كبيرا جدا على البلدان النامية اقتصاديا، فهذه البلاد تعاني ما تعانيه من الضعف في انظمتها الصحية و الاجتماعية و الاقتصادية على حد سواء، فمعظم تلك البلدان تعتمد على السياحة و الخدمات و تحويل الاموال الخارجية و هو ما توقف كثيرا من خلال انتشار كورونا، و التالي ستكون امام زيادة عجزها و ارتفاع خدمة ديونها و ستقع تحت ضغط مالي غير مسبوق، و بالتوازي مع ذلك فان الدول التي كانت تعتبر ذات اقتصاد مكتفي و منتج، ستقع في ازمة الاغلاق التي طالت معظم الاعمال، فلن تتحمل العجز المالي الحاصل جراء ذلك و بالتالي ستضعف معها الناتح الاجمالي المحلي للدولة ككل.

و اما على المدى الطويل، فسيضرب الاقصاد العالني بكافة قواه الضعيفة و القوية، و ذلك نظرا للركود الاقتصادي و تقلص الاستثمارات، فسرعة الانهيار يقابله دائما الصعود البطىء من الازمات، و تشير بعض الدراسات المالية ( البنك الدولي ٢٠١٩) ان الناتح الاجمالي العالمي سينخفض الى اكثر من ٨% و معدلات الاستثمار الى اكثر من ١١ % خلال الخمس سنوات القادمة.

ان على العالم اجمع التكاثف الصحي و الاقتصادي اكثر من اي وقت مضى، فيجب اعتماد الية اصلاح اقتصادي سريع بالتوازي مع العمل على الحد من خطورة كورونا الصحية، و الاسراع في انتاج اللقاح او العلاج و سهولة الحصول عليه من كافة الدول، ان ذلك لهو الباب الاساس لاعادة احياء النظام الاجتماعي الصحي العالمي و الحجر الاساس للبدء في الصعود بالاقتصاد الى ما كان عليه على الاقل.

د. خلدون عبد الصمد

قناة موقع بالمختصر

Omgomg Onion Site ОМГ