يمكن ان تعتبر علاقة جبران ونعيمة مثالا عن مدى عمق الصداقة الادبية و الانسانية و الحياتية، عبقرية جبران وابداع نعيمة، فلسفة الاثنان، الترابط الوثيق الذي بدأ سنوات قبل الرابطة القلمية الى حين وفاة جبران، بل اكثر من ذلك فلقد امتدت الى حين انتهاء نعيمة من سرد ووصف صديقه جبران في كتاب جبران خليل جبران، ويمكن القول بصدق ان جبران بقي بوجدان نعيمة و نعيمة كان خير الاوفياء الى حين وفاته
ومن هذا الكتاب تفتحت اسرارا جهلناها عنهما ومن هذا الكتاب دارت التساؤلات حول احقية نعيمة بافشاء اسرار خاصة بجبران فليس امين الريحاني فحسب من انتقد هذا الكتاب واضعا مؤلفه في موقف المتهم الذي استغل اسم جبران وعلاقته به لكتابة هذا المؤلف، بل كان هناك توجهين في هذا الاطار، اولهما توجه حمل نعيمة الخطأ والاخر دافع عنه باعتبار انه الاقرب لجبران وان من حق اللبنانيون و محبو جبران معرفة تفاصيل حياة احد رموز وطنهم، فمثل هؤلاء الاشخاص يصبحون وطن بذاته، ومن حق الجميع معرفة تلك الاسرار الصغيرة عن جبران، من حياته في لبنان الى بوسطن وماري والرابطة القلمية والمراسلات مع مي زيادة وركن جبران الذي شع بفلسفة عالمية، كل هذا من حق جمهوره بمعرفته
وجبران خط العديد من المراسلات الادبية الفلسفية، لمي زيادة وماري هاسكل ولكم هائل من الادباء والشعراء، وحده نعيمة كانت رسائله تحوي الادب والانسانية والعلاقة الشخصية الواضحة الثقة والمعالم، اخي ميشا, اخي يا لهذه الكلمة من وقع ….. لجبران اخا واحدا كما فهمنا، ميخائيل نعيمة، رفيق دربه وفلسفته، شريك الرابطة ونائبه، وطن جمعهما حبا و غربة عاشاها بمشاعر الحنين، وكيف لنا هنا الا نقف لنقول ان الواجب يحتم على نعيمة كتابة حياة جبران، فلولا هذا الكتاب لما عرفنا جبران الانسان وليس فقط النبي او المجنون، فمع احترامنا للريحاني و رايه الذي لا شك انه نبع من محبته لرمز لبنان الادبي، ولكن اي شخص بموضع نعيمة كان سيكتب بلا تردد مثل هذا الكتاب، ومن حظنا ان من كتب كان ناسك الشخروب، باسلوبه السهل الممتنع، بسرده القصصي المجبول بفلسفة الحياة وعظمة اللغة، شكرا لنعيمة على هذا الارث، فالارقش ومرداد وسبعون يحكون لنا عن نعيمة الكبير وكتاب جبران خليل جبران يحدثنا عن نعيمة الصديق
لربما نعيمة ظلم بوجود جبران في نفس الزمان، ولربما لدينا نبي واحد كما كتب في بشري، ولربما تربع جبران على عرش المفكرين اللبنانيين، غير انه بلا نعيمة وكتابه كان سينقص من معرفتنا بجبران، فلقد اكملا سويا تاريخ الادب والفلسفة اللبنانية وسطرا لنا مجد لبنان وهذا يكفينا
جبران ونعيمة وكفى
______________________________________
تم الاستعانة في كتابة المقال اعلاه من المراجع ادناه
كتاب جبران خليل جبران لميخائيل نعيمة
ديوان جبران خليل جبران
ديوان ميخائيل نعيمة
رسائل جبران خليل جبران مع مي زيادة وميخائيل نعيمة
رسائل ميخاىيل نعيمة وامين الريحاني
الصديقة الاديبة بيرنا وهبة
اترك تعليقاً