Menu

إعلامنا في ذمة الله

شارك الخبر

انتهى زمن الصحافة والإعلام الجميلين وما يحملانه من معان جميلة, فهي كانت تسمى صاحبة الجلالة بسلطتها ومهنة المتاعب, لأن كل قطرة حبر على ورقها نديت من جبين الصحافي تحت أشعة الشمس اللاهبة صيفا” و بلل الاوراق المخبأة تحت القميص شتاء”, اصبحت في ذمة الله بعدما فقدنا معاني العمل الجاد بعيدا عن الحاسوب, والكوبي بيست, وبعيدا” عن العم جوجل, الذي علم السرقة والاتكال وترجمة التقارير الغربية رغم بعض ايجابياته, إلاّ أنه سيء بالنسبة للمهنة التي كانت تسمى بمهنة المتاعب….

كان والدي صحفيا”, كنت أراه يجري حواراته ممسكا” بجهاز التسجيل, وعندما يعود ليلا” الى المنزل, كان يجلس على طاولة السفرة ويبدأ بتفريغ الشريط تمهيدا” لتحريره ونشره.

كان والدي يخط بقلمه امنيات وتطلعات ومستقبل, كان ذلك قبل ثلاثة عقود, ولم يكن يعلم بأن هذه الآمال هي وليدة اللحظة ولن تعيش اكثر من وقت نفاذ الحبر من قلمه السائل.

كان الصحفي يعلم أخلاقيات المهنة قبل أن تأتي المنظمات لترضعنا اياها بشكل جديد, وكانت مقالاته مشبعة بعرق الجبين المتندي كالحبر على الورق, وفي الشتاء كانت تلك الأوراق مبلله من غيث الشتاء حتى وإن خبأها داخل قميصه.

ما اجمل الصحافة والإعلام في عهده, ما اجمل لف الانتين الذي كان يعلوا البنايات قبل الاطباق الساقطة, كنا نستمتع عندما نشاهد المحطات الارضيه عند الدول الشقيقة, والتي أصبحت للأسف منشقة ومتناحرة وملتهبة.

ما اجمل تلك المهنة النقية التي كانت الكاتب والمفكر والمثقف قبل أن تصبح عند البعض مهنة من لا مهنة له أو مهنة الساقطين والساقطات مهنة المنافقين ……..

      بقلم : هيثم علي يوسف – الامين العام لمجلس الوحدة الإعلامية العربية

                                                                              عمان-الأردن

قناة موقع بالمختصر

Omgomg Onion Site ОМГ