أكّد خبير في منظومة الرعاية الصحية العالمية، كليفلاند كلينك، أن غير المدخنين عُرضة كما المدخنين للإصابة بسرطان الرئة. وبينما يُعدّ تدخين السجائر السبب الأول للإصابة بسرطان الرئة، حذّر الخبير من أن التدخين السلبي والتعرّض للأسبستوس أو غاز الرادون ووجود تاريخ عائلي مرضي، كلها عوامل قد تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض.
وقال الدكتور ناثان بينيل طبيب الأورام في كليفلاند كلينك، إن كثيرًا من الناس يظنّون أن سرطان الرئة ينجم عن تدخين السجائر فقط، ولا يعتبرون أن مرضى سرطان الرئة هم مثل غيرهم من مرضى السرطان الآخرين، كالمصابين بسرطان الثدي مثلًا. مؤكّدًا أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يموتون بسبب سرطان الرئة يكونون قد أقلعوا عن التدخين قبل مدّة طويلة من تشخيصهم بسرطان الرئة.
ولفت الدكتور بينيل في تصريحاته، التي جاءت قُبيل إحياء اليوم العالمي لسرطان الرئة، الموافق للأول من أغسطس، إلى وجود ما أسماها “وصمة عار كبيرة” مرتبطة بالإصابة بسرطان الرئة، لأن غالبية الأشخاص الذين يموتون بسببه إما مدخّنون أو مدخنون سابقون. لكنه أوضح أن تعريض الرئتين للمواد المسرطنة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة، داعيًا الجميع إلى اتّقاء هذا المرض.
وأضاف الخبير الطبي: “يُعدّ دخان التبغ من أكثر المواد بعثًا على الإدمان، ومع أن كثيرًا من الناس يصبحون مدمنين في سن المراهقة، فما من أحد يستحق أن يموت بسرطان الرئة سواء أكان مدخنًا أم لا”.
وبالرغم من صعوبات التمويل، فقد أحرز الطبّ تقدمًا في تشخيص سرطان الرئة وعلاجه، ومن ذلك الاختبار الجيني.
الأفراد قادرون على إحداث فرق
وبينما لا يمكن الوقاية من جميع أنواع سرطان الرئة، بوسع الأفراد اتخاذ بعض الإجراءات التي قد تقلل من أخطار الإصابة، كالإقلاع عن التدخين، لأن منافعه تتجاوز التغييرات الخارجية. وإذا توقف المدخن عن التدخين لمدة 10 سنوات، فإن خطر إصابته بسرطان الرئة سيقلّ إلى حوالي مستوى نصف خطر الوفاة لدى المدخن، بحسب الدكتور بينيل، الذي أضاف أن بوسع الناس تجنّب التعرّض للمواد الكيميائية مثل الأسبستوس والرادون، أو تقليله.
وانتهى الدكتور بينيل إلى القول: “أشجّع الناجين من سرطان الرئة، ولا سيما الذين لم يدخّنوا مطلقًا، على الدعوة لإجراء أبحاث حول هذا المرض، والإعلان عن التقدّم المحرَز في شأنه، وهذا مهمّ للجميع، لا للمدخنين وحدهم”.