إضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) هو مجموعة من الأعراض التي تظهر بعد التعرض لصدمة أو أكثر كحادث سيارة ، مرض ، كوارث طبيعية أو مثل الانفجار الذي هز العاصمة بيروت في 4 آب 2020. يمكن أن يحدث اضطراب ما بعد الصدمة لأي شخص في أي عمر .هو ليس نتيجة لخلل في الشخصية بل يظهر كردة فعل على التغيرات الكيميائية في الدماغ بعد الصدمة.
الصدمة غير المتوقعة لها آثار نفسية. لذلك تطور النفس استراتيجيات للبقاء على قيد الحياة . واحدة من أكثر الأشياء إثارة للاهتمام هي الازدواجية: جزء من الشخص يستمر في العيش والتطور ، بينما يبقى جزء آخر متأثرا بالصدمة وتظهر أحيانا بعض العوارض.
*ما هي عوارض إضطراب ما بعد الصدمة؟ *
يقوم الطبيب النفسي بتشخيص هذا الاضطراب استنادا إلى معايير محددة في الدليل التشخيصي والإحصائي للإضطرابات النفسية، وهو عمل مرجعي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي.
معايير اضطراب ما بعد الصدمة تنطبق على الأطفال الأكبر من 6 سنوات والمراهقين والبالغين. لا يمكن تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة إلا بعد شهر واحد من التعرض لحدث أو أكثر من الأحداث المؤلمة وتبدأ في غضون 6 أشهر من الحدث.
يتميز اضطراب ما بعد الصدمة بأربعة أنواع من العوارض
· إحياء الحدث الصادم يكمن مثلا في استرجاع الذكريات الماضية وكأن الحدث يحدث مرارا وتكرارا ، كوابيس متكررة عن الحدث.
· تجنب الحدث الصادم يكمن مثلا في الامبالاة العاطفية ، فقدان الذاكرة ، عدم القدرة على التعبير عن المشاعر
· تغيرات سلبية مستمرة في الإدراك و المزاج مثل الأفكار السلبية ، الشعور بالذنب والنسيان
· الإثارة والإنفعال مثل صعوبة التركيز والنوم نوبات من الغضب والإستجابة المبالغ فيها
*كيف نستطيع علاج هذا الاضطراب؟ *
قد تشمل معالجة هذا الاضطراب في التعاطف مع الأشخاص المتضررين ، العلاج النفسي مثل العلاج من خلال
– العلاج التكاملي لدورة الحياة (ICV) العلاج الذي ابتكرته Peggy Pace ، وهي معالجة نفسية أمريكية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، والذي يستند إلى أبحاث في علم الأعصاب تركز على القلق والصدمات والتعلق.
– العلاج بالواقع الافتراضي (EMDR) تم إنشاؤه في عام 1987 في الولايات المتحدة من قبل Francine Shapiro لعلاج الصدمات النفسية والصدمات العاطفية ويعتمد هذا العلاج على حركة العين ، والمسح السريع من جانب إلى آخر ، حتى عندما يعيد الشخص الاتصال بالحدث الصادم من خلال التفكير واللفظ قبل معالجته.
– العلاج السلوكي المعرفي الأدوية (TCC) الذي تتطورخلال النصف الثاني من القرن العشرين بفضل عمل Albert ELLIS وAaron BECK ويركز على التفاعلات بين الأفكار والعواطف والسلوكيات
احيانا حاله المريض تتطلب متابعه من الطبيب النفسي الذي يوصف أدويه مثل مضادات الاكتئاب، الأدوية المضادة للقلق والتي تساعد على النوم، لتقليل تكرار الأفكار المخيفة ومساعده المريض في الحصول على بعض الراحة.
فإن العلاج النفسي مع الأدوية إن لزم الأمر ضروري لاكتمال العلاج.
لا يوجد هناك علاج نفسي أفضل للأشخاص المتعرضين بالصدمات ولكن يبقى الأهم علاقة الشخص الذي عاش الصدمة والمعالج النفسي. فهي عامل رئيسي في تحسين حالة المريض ، فإن الأمر يتعلق إذن بالتعامل المتبادل مما يعرف بالتحالف العلاجي.(alliance thérapeutique) الذي يساعد المريض لتحسين حالته النفسيه
بقلم يارا بصيبص
اختصاصيه في علم النفس العيادي
فرنسا
