يقولون عند الامتحان يكرم المرء او يهان…. وها هو الشعب اللبناني يثبت للمرة الالف انه شعب لا يموت وبأنه شعب حي ، متكافل، متعاضد، متأزر، يضمد جراح بعضه البعض ، ويساند الغير قادر ليصبح قادرا …
لله دره هذا الشعب الصامد تحت ضربات قاتليه…وما ادراك من القاتل ومن القتيل…حكام الشعب يقتلون الشعب باعصاب باردة وبتنصل موجع من المسؤولية…فلماذا يسمى المسؤول مسؤولا؟
أليس لأنه يتحمل مسؤولية ما في زمن ما وظرف ما وحالة ما؟ وبئس المصير لهؤلاء المسؤولون على فظاعة ما اقترفت قلة مسؤوليتهم وقلة أخلاقهم وقلة حسهم بالمواطنة الصحيحة…
كيف لابناء بلادي أن تصفح عن هؤلاء المرتكبين والفاسدين ؟
انها خيانه للوطن ولعاصمته الغالية… انها الجرم _ الجرح الذي لا يمحى او ينسى مع مرور الزمن…
انها النكبة الوطنية التي تجاوزت حدود الطوائف والملل والمذاهب…. انها النكسة التي طالت جميع أطياف المجتمع من فقراء واغنياء ومن جميع الفرقاء…فهل هو الموت الذي جمعنا؟ أم أنها المصيبة الواحدة التي وحدت اللبنانيين تحت بوتقة عدم الثقة بهذه السلطة الفاسدة!!!
ومهما كانت الأسباب والاعذار فانها لن تنفع مع شعب شرب كأس الحنضل حتى الثمالة ولم يعد يستطيع المزيد من التحمل والصبر والتجلد على هذه الطغمة الحاكمة من الفها حتى ياءها….
كفانا قتلا ودمارا….كفانا حروبا اقتصادية …كفانا تلاعبا بدولار يقض مضجعنا يوم بعد يوم….كفانا اشباحا من الوباء ننتظره خلف كل باب …كفانا انعزالا من محيطنا العربي الذي نعتبره الموئل الاول لاقتصادنا والداعم الدائم لسياحتنا …
كفانا انحيازا لشرق لا يشبه شرقنا او لغرب غريب عن معتقدنا….
لنعد إلى لبنان …إلى الصورة الأروع بين بلدان العالم أجمع….إلى لبنان الحضارة ومصدر الحرف…إلى لبنان الأخضر البعيد عن الامنيوم وما لف لفه…..
إلى لبنان السلام والمحبة والوئام….
نعم …..بنظرة واحدة إلى هذا الشباب الذي لم يغادر العاصمة مذ تعرضت للانفجار الضخم، ترى الأمل بلبنان الغد…لبنان الشباب الطامح.. لبنان الشباب المشمر عن ساعديه للمشاركة في التنظيف والتخفيف من آلام الناس…المشرف على صحة الكبار والصغار والساهر على راحتهم في هذه الملمة الصعبة…
في الختام …فخورون بشباب لبنان الحضاري…فخورون بانجازاتهم ومستاؤون من انجازات المسؤولين…
الف تحية إكبار لهذه المجموعات الحية والتي اثبتت انها تعشق الحياة الكريمة وتكره ذل الحياة..
فلتبقى جذوة هذه النخوة قائمة لتشعل نار المحبة والسلام في وطننا الحبيب لبنان…
بقلم عماد يوسف المصري