للاعلام دور رئيسي في نقل كل ما يجري من احداث و اخبار و تقارير و تساؤلات الى كل منزل و كل شخص، و على قدر هذه الاهمية التي يحملها الاعلام فانه يحمل مسؤولية كبيرة على عاتقه ايضا من حيث المصداقية، و لطالما كان الاعلام مرافقا لاغلب ما جرى في التاريخ منذ القدم و حتى اليوم، و كان لاعبا اساسيا فكان عيون و اذان الشعوب و محركها الاساس لاسيما في الفترة الاخيرة، و اذ نترك الكلام عن الاعلام و خصائصه لاصحاب العلم و المعرفة في هذا المجال، الا اننا في لبنان، و في ظل الازمة الاقتصادية الحادة التي نعيشها، علينا ان نلقي الضوء على الاعلام من زاوية الاقتصاد و اثر الاعلام عليه.
يحمل الاعلام الاقتصادي في بين يديه سيفا ذو حدين، فمن جهة عليه نقل ما يجري بمصداقية، و من جهة اخرى عليه ان لا يثير الذعر بين المواطنين، حيث ان الاقتصاد كثيرا ما يتأثر بما يقال خصوصا في ظل الازمات، مما يترك اثرا على الثقة و مما قد يؤدي الى تدهور مزيف احيانا، فبالتالي على الاعلام الاقتصادي التقيد بنقاط معينة خلال القاء الضوء على ما يجري، نلخصها بالتالي:
اولا مصداقية الخبر و مرجعيته :
ففي ظل الازمات الاقتصادية، تتزايد الاخبار و الشائعات و معها تزداد صعوبة التأكد من صحتها، فالتأكد منه هو واجب و ليس خيارا.
ثانيا انتقاء الخبر و تأثيره :
ليس كل ما يجمع من اخبار من الناحية الاقتصادية على الاعلام نشره، فاحيانا يكون من واجب الاعلامي عدم نشر اخبارا قد تؤثر سلبا على الوطن و المواطن، و هنا تكمن اشكالية العلاقة بين صحة الخبر و تأثيره السلبي، و بالتالي يجب ان يكون الاعلامي مدركا بجدية لمدى تأثير مثل هذه الاخبار.
ثالثا النشر و التحليل :
ان نشر الاخبار من الناحية الاقتصادية يجب ان يقترن بالتحليل ايضا ,فالاقتصاد يعتمد على التحليل اكثر منه على خبر، فيجب على الاعلام الاقتصادي حين ينشر خبر اقتصاديا ما، ان يحلل اسبابه و نتائجه و تأثيراته السلبية و الايجابية.
رابعا التبسيط و الاحترافية :
ان الاقتصاد يعتبر مادة جافة في معظم الاحيان، فليس الجميع قادرا على فهم المصطلحات الاقتصادية، و دور الاعلام تبسيط تلك المصطلحات مع عدم المساس بأساس الموضوع، و هنا على الاعلام الاقتصادي ان يكون احترافيا في نقل و تبسيط الخبر لتسهيل وصوله صحيحا و مبسطا الى الجميع.
ان الازمة اللبنانية بحاجة لاعلام اقتصادي ذو قدرة علمية حتى يساهم في الاضاءة على المخاطر، و محاولته التخفيف من وطأتها على المواطن و على الاقتصاد الوطني بشكل عام، فالاعلام الاقتصادي هو شريك اساسي في تحسين او ضرب الاقتصاد لما له من قدرة على دخوله بين جميع الفئات, و كما قلنا انه الحجر الاساس في بناء او هدم الثقة و السمعة الاقتصادية.
د. خلدون عبد الصمد
