البطالة بالتعريف العام هو نسبة الاشخاص العاطلين عن العمل مقابل المجتمع العامل، في بلد معين و فترة معينة، و تعود اهمية مصطلح البطالة الى انه الوحيد الذي قد يكون سببا لمشكلة ما و ايضا نتيجة لازمة ما، لاسيما من الناحية الاقتصادية، اذا البطالة هي مؤشر و نتيجة، من هنا تكمن اهميته الاقتصادية من بين جميع المصطلحات او المؤشرات الاقتصادية، اضف الى ذلك قدرته على الخروج من الناحية الاقتصادية الصرف الى الناحية المعيشية و الامنية ايضا.
و نرى ان لبنان بدأ بالفعل الانزلاق نحو واقع خطر من خلال ارتفاع معدلات البطالة بشكل كبير، فوفق اخر الاحصاءات الرسمية، و بعد انهاء العام ٢٠١٨ على معدل بطالة بما يقارب ال ١٢%، ارتفعت بشكل كبير مع نهاية العام ٢٠١٩، و مع غياب الاحصاءات الرسمية منذ ثورة ١٧ تشرين، يتوقع ان تكون نسبة البطالة في لبنان حاليا ما يفوق ال ٣٠% هذا بالاضافة الى مصطلح جديد و هو العمل بدوام جزئي و راتب اقل منذ بدء ازمة كورونا المتزامنة مع ازمة اقتصادية خانقة و شلل لمعظم القطاعات الاقتصادية اللبنانية لاسيما القطاع المصرفي، و مع انهيار العملة الوطنية الى ادنى مستوى لها بتاريخ الجمهورية اللبنانية، اضف الى ذلك غياب المشاريع الاستثمارية و المساعدات الدولية و التحويلات الخارجية.
اذا لبنان اليوم في مهب الازمات المتتالية اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا و هذا ما يثير الخوف من توجه هذه الازمات الى زيادة البطالة و بالتالي زيادة احتمال ظهور الخطر الامني، فعلى الدولة النظر اولا الى نسبة البطالة قبل ان نصبح في مهب تطورات خطيرة للازمات التي يعيشها لبنان.
بقلم د. خلدون عبد الصمد