يعيش اللبنانيون حاليا في هاجس اساسي وهو سعر الصرف، فلا عادت تعنيهم الانتخابات الرئاسية التي تراوح مكانها بانتظار شيء ما، ولا الموازنة ولا غلاء المعيشة المتصاعد من دون رقيب، ولا الترسيم ولا غيره.
واثبتت الساعات الماضية ان سعر الصرف ما هو الا لعبة يلعبها بعض كبار المسؤولين وبعد التجار والرأسماليين وبعض اصحاب النفوذ المالي والنقدي لاهداف بعيدة جدا عن الواقع الاقتصادي و المالي في لبنان، فمع التقدم في موضوع الترسيم وانتهاء موضوع الموازنة العامة لهذا العام، لم يتغير شيئا في تصاعد سعر صرف الدولار امام الليرة، الا انه وفجأة ومن دون اية عوامل اقتصادية او سياسية انخفض سعر الصرف اكثر من خمسة الاف ليرة، و يشير الخبراء الماليين ان واقع سعر الصرف مازال اكثر من اربعين الف ليرة للدولار الواحد وان انخفض سعره لدى الصرافيين والتجار.
وهنا نتسائل، اهي لعبة أخرى لجر الناس الى بيع دولاراتهم خوفا من الخسارة أكثر وبالتالي ضمها الى خزائن المصارف والمصرف المركزي؟
وبكل الاحوال ،ما زال المواطن يدفع ثمن هذه الألاعيب، فلا آنخفضت الاسعار مع انخفاض سعر الصرف ولا تحسنت الكهرباء ولا تواجدت الادوية ولا تحسن وضع القطاع العام والجامعة اللبنانية والمدارس الرسمية.
ان الحلول كما قلنا ونعيد دوما، في التغيير الشامل في كافة القطاعات لاسيما السياسية والاقتصادية، المواطن اولا و ليس مصالح من يتلاعب بالوطن تارة بالسياسة و تارة بالاقتصاد.
د. خلدون عبد الصمد