إدارة المشاريع (Project Management)، هو جزء من اصول الادارة ولعله من اهم هذه الاصول، حيث تتركز فيه ثلاثة عوامل اساسية او ما يسمى بالمثلث الذهبي، واركان هذا المثلث هي الوقت والكلفة والجودة، فمثل هكذا تنظيم يجعل العمل على المشاريع متكامل، فتمر ادارة المشاريع بدورة حياة تبدا بالتأسيس ثم التخطيط والتنفيذ والمراقبة وتنتهي بانهاء المشروع، وكل ذلك يكون بمراعاة اركان المثلث الذهبي وقت كلفة و جودة.
وقد تواجه ادارة المشاريع تحديات جمة خلال مساره، وتختلف تلك التحديات وفق نوع المشاريع ومكانها وزمانها والتغييرات التي تتطلبها خلال تنفيذها، فالمشاريع تتغير وفق متطلبات الاسواق او المنافسة او غير ذلك، و تكمن بعض التحديات في الشروط الخاصة او العامة الملزمة لها ومتطلباتها، او الوصول الى الجودة المرجوة في خلال الوقت المحدد لا زيادة و لا نقصانا، او محاولة خفض الكلفة قدر الامكان لزيادة الارباح عند انتهاء المشروع.
ومن هذا المنطلق، يتوجب على الادارة في مراحل عمر المشاريع، تحديد الخطوات المتتالية لها، اي تحديد مثلا اية خطوة قد تسبق الاخرى كما محاولة دمج بعض الخطوات لتوفير الوقت، وبالتالي الكلفة المحتملة مع الاخذ بعين الاعتبار الجودة المطلوبة والتقييد التام بالشروط، كما ودراسة المخاطر الناجمة عن الصعوبات او المشاكل المفاجئة خلالها.
تكمن اهمية ادارة المشاريع في انها تتوافق مع اغلبية متطلبات العمل والادارة، خاصة كانت ام عامة، صغيرة ام كبيرة، حكومية ام مستقلة، و لعل ضعف الادارة العامة في بعض البلدان يكمن في عدم الالتزام في مبادئ ادارة المشاريع، فاي خلل فيه يدفع المشروع الى خسائر فادحة وهدر كبير ونقص في جودة هذه المشاريع، و بنظرة سريعة حولنا، نرى عمليا نتائج عدم الالتزام بهذه القواعد، فقد تحتاج صيانة طريق واحد في بعض الدول مثلا وقتا يوازي اضعاف انشاء طرقات وجسورا في بعض البلاد المتقدمة مع كلفة توازي اضعاف كلفتهم، هذا اذا ما تغاضينا عن الهدر و المحاصصة والتي تعود اسبابها لسوء الادارة وعدم الالتزام بالمبادئ العلمية.
و ختاما قد يكون الحل لبعض مشاكلنا الاقتصادية هو حلا اداريا بحتاً، فبالادارة الرشيدة والحكيمة، تبنى المؤسسات والدول.
د. خلدون عبد الصمد