ليل بعلبك البارحة لم يكن عادياً، وأدراج معبد باخوس لم تقفل أبوابها أمام الزوار، بل فتحتهم أمام جمهور من نوع جديد. إنهم رواد السينما الذين حضروا من كل لبنان ليستمتعوا بليلة ختام مهرجان بعلبك الدولي للسينما ويشاهدوا أفلاما على شاشة سينمائية عملاقة في الهواء الطلق.
وبين تناغم الموسيقى والأفلام، كان قد افتتح مهرجان بعلبك الدولي للسينما نسخته الثانية ليل الجمعة 7 أيلول برعاية سعادة محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلا برئيس قسم المحافظة دريد الحلاني، وحضور المدير الإقليمي لأمن الدولة العقيد حسين سلمان، رئيس دائرة أمن عام البقاع الثانية الرائد غياث رعد، ضيف الشرف الممثل عبدو شاهين، وحشد من الفعاليات الفنية والثقافية والإجتماعية.
كلمات الداعمين والقيمين على المهرجان أكدت على أهمية السينما في منطقة تعاني من أزمات على مختلف الأصعدة.
فنقل الحلاني عن المحافظ دعمه ووقوفه إلى جانب المنظمين للمهرجان قلباً وقالباً وقال:” أن تدخل الى بعلبك يعني ذلك انك تدخل الى قلب التاريخ والحضارة، تاريخ أمجاد من سبقونا من الأجداد والأمم التي تركت بصمتها ماثلة في حجارة هذه القلعة وبنيانها الرائع، والتي مرت عليها ولم تمح ولم تنحن، فحري بنا أن نتمثل بهم وبفنهم وحضارتهم وثقافتهم ونترك للأجيال القادمة فكرا وثقافة وعلما ربما لا يكون بحجم وعظمة هذه الهياكل إنما هي بدائع من مختلف الفنون سيذكرها أحفادنا بعدنا كما نذكر الآن تاريخ وحضارة أجدادنا.”.
وأضاف: “أن تورث ابنك كتابا خير من أن تورثه بندقية سوداء وكل بندقية لا تقاتل الاعداء هي بندقية سوداء. وعليه فإنني أثني على هذا العمل الرائع وأشد على أيادي كل من سعى ويسعى إلى إنارة شمعة تساهم في دحر ظلام الجهل والتخلف وتنير أيام حاضرنا ومستقبلنا، والشكر لكل الذين عملوا أو ساهموا في هذا العمل الفني الراقي.”
من جهته تحدث الأستاذ هادي عاشور باسم الشركة الممولة “New Plaza Tours” فقال: “إن دعمنا لفعاليات مهرجان بعلبك الدولي للسينما وإصرارنا إنما هو نابع من من ضرورة تفعيل عمل شبابنا الواعد على مختلف الاصعدة. وان تمويل ورعاية مثل هذه المهرجان يهدف إلى تنمية الحس الثقافي والابداعي واستثمار ناجح بغية تعزيز الإستقرار والإزدهار في بعلبك وكل لبنان”.
بدوره شكر ضيف شرف المهرجان الفنان عبدو شاهين القيمين على المهرجان والمشاركين بإنجاحه، وقال: “سأغادر المهرجان بعد انتهاء اعماله وانا فخور جدا. أرضنا خصبة للثقافة وللسينما، وإذا فتحت كل حجر تجد داخله حكاية، ووراء كل زاروبة تجد حكاية أيضا”.
أما مديرة المهرجان المخرجة مي عبدالساتر فعبرت عن سعادتها بإعادة السينما إلى بعلبك لو لأيام معدودة، بعد أن كان فيها سابقا ثلاث دور سينما .
عرضت في الليلة الاولى 7 أفلام قصيرة تنوعت ما بين الروائي والمتحرك. وفي الليلة الثانية 8 أفلام من عدة أنواع، نقلت الجمهور من جو الحزن، إلى الفرح فالصدمة.
السينما في بعلبك لم تستقطب فئة عمرية محددة، فكنت ترى بين الجمهور المسن، والشاب والصغير. كذلك حضر مخرجا الفيلمين اللبنانيين” Randa “و “One night” فاروق الجمال وجودي اللمع.
وفي نهاية الليلة الثانية، أعلنت مديرة المهرجان المخرجة مي عبدالساتر ومديرة قسم الإعلام والتواصل الصحافية حنين المقداد أسماء الأفلام الرابحة والتي كانت على الشكل التالي:
1- جائزة أفضل فيلم متحرك قصير عن فيلم “MEMORIAL” للمخرجين Natchapat و Natthawat Jamtaksa” من تايلند واستلم الجائزة ممثل قنصلية تايلند في لبنان الأستاذ نادر سعد.
2- جائزة خيار لجنة التحكيم عن فيلم “In White” للمخرجة دانيا بدير من لبنان. واستلم الجائزة الأستاذ غسان طليس نيابة عنها.
3- جائزة “أفضل فيلم قصير”Zona” للمخرج Toofan Nahan Ghodrati من إيران.
4- جائزة أفضل ممثل “Payam Ahmadinia” عن فيلم “Zona” أيضاً.
5- جائزة أفضل ممثلة Svetlana Bukhtoyarova” عن فيلم “Because of the Little Apple” من روسيا.
6- جائزة أفضل سيناريو عن فيلم “Dress Rehearsal” للمخرج Jannis Lenz من ألمانيا.
7- جائزة أفضل تصوير سينمائي عن فيلم “AINHOA” للمخرج Jose Martin Rosete من إسبانيا.
ووعد المنظمون الحاضرين، باستكمال النسخة الثالثة من المهرجان في أيلول 2019.