لطالما كان هناك بعض الالتباس بين مصطلح الشركة و مصطلح المؤسسة و خاصة في عالم الاعمال، و هذا قد يؤدي الى عدم القدرة على التمييز بينهما او القدرة على تحديد مجالات كل منهما بالطريقة الصائبة، و من هنا ولادراك حقيقتهما العلمية علينا في البدء العودة الى تعريفهما و استبيان خصائصهما و اهدافهما و طريقة عمل كل منهما.
ففي التعريف العام وجب القول ان المؤسسة Institution هي مُنشأةٍ ذات حجم كبير كما تعرفها جامعة كامبريج لها تنظيم اداري مع استقلالية مالية تحكمه نظم قانونية لاتمام اهداف كبيرة مثل الانتاج او التعليم او غيرهما، بيد ان الشركة Company هي مُنشأة مُتخصصة بعمل معين غرضه الربح من خلال التجارة او الخدمات المختلفة فقط.
فخصائص كل منهما مختلفة جوهريا ، فنرى ان المؤسسة وحدة متكاملة لديها اهداف قصيرة او بعيدة المدى بغض النظر عن اصحابها او قيمة الربح العام لديها و ذلك بعكس الشركة، و التي تعتبر محدودة الاهداف و يديرها اصحابها او الشركاء فيها كل وفق قيمة اسهمه فيها و غايتها الاساسية الربح و عادة ما يكون الربح السريع.
و نلاحظ مما تقدم ان اهداف المؤسسة هو الحفاظ على استمراريتها و تطور نشاطها و توسعه بعيدا عن مبدأ الربح و الخسارة، في حين نرى ان اهداف الشركة غالبا ما تكون مادية كالربح و زيادة الايرادات و مدى نجاح المبيعات او الخدمات لديهم و زيادة قيمتها البيعية في الاسواق.
و اخيرا لابد من الاشارة ان كثيرا من المؤسسات لطالما بقيت سنين طويلة صامدة مع ما تمر به من خسارة مادية، و لطالما رأينا كثيرا من الشركات تفلس عند اول منعطف مالي، حيث ان المؤسسة و كما ذكرنا تختلف اهدافها عن اهداف الربح لدى الشركة.
بقلم د. خلدون عبد الصمد